هناك عادات غير حميدة قد تفقدنا العديد من مزايا الصيام، حيث إن البعض، بمجرد سماع صوت المؤذن يهب للمائدة ليتناول من أصناف الطعام ما لذ وطاب، ويحمل معدته وأمعاءه ما يزيد على طاقتها، ويحدث عسر الهضم، وقد يقضي ليله في المشافي لا سمح الله وعلى الصائم أن يبتعد عن الإكثار من الطعام، لا سيما الأطعمة الدسمة والحلويات الزائدة والمآكل الثقيلة، فالوجبات يجب أن تكون كما هي في الشهور العادية، مع مراعاة الإكثار من السوائل والأطعمة الخفيفة التي يسهل هضمها، وتعين الصائم على عبادته وعمله.
وهنا لا يسعنا إلا أن نذكر التمر، ذلك الغذاء الدواء الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة فإن لم يجد تمراً فالماء فإنه طهور ) [ رواه أبوداود والترمذي ]، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( نِعم السحور التمر ) ، حيث إن الصوم يخلي المعدة من الغذاء، والحلو أسرع شيء وصولاً للكبد وأحبه إليه، لا سيما إن كان رطباً فيشتد قبوله له فينتفع به الجسم، وإذا لم يتوافر الرطب فالتمر، لحلاوته وقوته الغذائية، وإن لم يكن فحسوات الماء التي تطفئ لهيب المعدة وحرارة الصوم، وعدا التمر هناك بدائل مثل اللبن والعسل والثمار، وكلها نعم منَّ الله بها علينا.
أطعمة رمضان
ينصح ألا تحتوي أطعمة رمضان على منبهات وحوامض وتوابل كثيرة، وأن تحوي قليلاً من الدسم، وأن تكون الكمية المتناولة قليلة، لأن تناول وجبة كبيرة في مدة زمنية قصيرة يؤدي إلى بطء إفراغ المعدة، وهذا يؤدي للشعور بالثقل والامتلاء، ويجب أيضاً عدم الإفراط في تناول الماء البارد لحظة الإفطار.
من الجدير بالذكر أنه يفضل أولاً تناول قدر من التمر كما أشرنا فهذا ينبه الجهاز الهضمي، ويزيل الشعور بالنهم والشراهة، وهو من سنن الرسول ص، ومن ثم تؤدى صلاة المغرب، وبعدها يتم تناول كمية معقولة من "الشوربة" الهادئة أو "الحساء" مما يساعد على تنبيه المعدة والأمعاء، والبدء في ضخ الإفرازات الهاضمة، ومن ثم تناول باقي الطعام كما ذكرنا، ويجب أن يتم مضغ الطعام جيداً، لأن هذا مهم جداً لعملية الهضم وللجسم ككل.
إن رمضان مناسبة لأن نعود أنفسنا وأطفالنا، البعد عن أطعمة تقذفها المصانع إلينا بالأطنان، وفيها من الضرر ما يفوق النفع، ونعيدهم وإيانا للذوق الغذائي السليم.
السحور
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) ، ويقول في حديث آخر: ( استعينوا بطعام السحور على صيام النهار، وبقيلولة النهار على قيام الليل )، ويقول صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ) [ متفق عليه ].
وفي هذا توازن زمني بين الوجبتين اللتين يتناولهما الصائم، ويجب أن تكون وجبة السحور خفيفة ما أمكن، فتكون مثلاً من التمر والزبادي "اللبن" والحليب والخبز وشرائح اللحم المسلوق والفواكه والخضار والعسل والحبوب وما شابه، ويحبذ عدم النوم بعد تناول السحور مباشرة، لأن الجهاز الهضمي يكسل أثناء النوم، وننصح بالإقلال من الدهون في السحور، وتفضل المشويات على المقليات، ويجب عدم نسيان الدواء إذا كان الإنسان قادراً على الصيام، وينصح باستعمال السواك أو الفرشاة لتنظيف الأسنان قبل النوم، فهذه سنة محببة، ولها فوائد صيحة كثيرة ومؤكدة بالدراسات.
النوم في رمضان
مما يؤسف له أن البعض قد تعود نوم النهار في رمضان والسهر طوال الليل، إن رمضان شهر عبادة وعمل، وفي الإبكار صحة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "بورك لأمتي في بكورها"، ويجب أن نكون قدوة في ذلك لغيرنا وخصوصاً لأطفالنا، فيجب ألا يشعر أطفالنا أن الصيام نوم وكسل، لا مانع إن تأخر الطفل في النوم قليلاً، ولكن الطامة الكبرى إن رأى أباه ينام طول النهار، لا يفيق إلا على صوت المؤذن، يجب أن نشعر نحن وأطفالنا بأن وقت الصيام ثمين وعلينا كسبه بالطاعة والعبادة وقراءة القرآن الكريم بالإضافة للأعمال الاعتيادية.
أيضاً ينصح بتجنب النوم بعد الإفطار لأن هذا قد يحرم الصائم صلاتي العشاء والتراويح، كما أنه يضر ببدنه.
صلاة التراويح
فضلاً عن الفوائد التعبدية والأجر العظيم في صلاة التراويح، فإن من فوائدها الأخرى تلك السعادة الدنيوية التي تمنحها الصلاة متمثلة بالفوائد الصحية التي تثبت بالأدلة القاطعة، فالصلاة مجهود جسدي بسيط منتظم الإيقاع، وبخاصة حركات الركوع والسجود، فالمصلي يضغط على المعدة والأمعاء، فيحدث تنشيط لحركاتهما، وتسريع لعملية الهضم، فينام المسلم بعدها بعيداً عن الإحساس بالتخمة والتوتر العصبي، كما أن المصلي يحرق كمية من الحريرات تعادل 10 حريرات في الركعة الواحدة، وفي هذا صحة وعافية جسدية ونفسية